بريد الجزائر في اضراب تزامن مع صب منحة الشباب البطال فهل في ذلك تطابق مع محاولات التشكيك والتعطيل؟

الدكتور عمار براهمية

الدكتور عمار براهمية

تمكنت الجزائر من تحقيق تحولات ايجابية مست مختلف المجالات الاستراتيجية واعطت فرصا حقيقية وعملية لتطوير البلاد ولتحسين حال الشعب الجزائري، ولاسترجاع ادوار محورية عالميا خاصة في افريقيا وفي حوض المتوسط، حيث مكنت الجزائر لأيطاليا اوروبيا في سياق تعاقد استراتيجي سيكون له اثر كبير على مكانة البلدين ضمن محيطهما الاقليمي والدولي،

في مقابل ذلك كان هذا الاتفاق بمثابة نكبة ونكسة لدول اخرى لم تحسن ممارسة السياسة مع الجزائر باعتبارها القوة المتوسطية العائدة لرسم حدود وأسس معاملات مستقبل الطاقة والاقتصاد على ضفتي المتوسط مرورا بالعمق الاوروبي ووصولا لأقصى اوروبا أين ستكون الطاقة والغاز معيارا لتقييم الحكومات ومحكا لاستقرار السياسات ومختلف المعاملات وبموازين المصالح الاستراتيجية التي لا يمكن الاستهانة بها ولا التهاون في خياراتها،

على غرار اسبانيا التي ضيعت عليها حكومة بيدرو شانسيز فرص شراكة واعدة مع الجزائر الدولة الموثوقة ذات المكانة الدولية من حيث المبادئ والقيم وصاحبة التاريخ الناصع في تمام التزامها بتعهداتها مهما كانت الظروف، لتضفي خيارات الجزائر خارجيا وداخليا مكاسبا وانجازات لا ينكرها  الا جاحد،

أما داخليا فقد وفى الرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون بتعهداته التي التزم بها امام الشعب الجزائري حين كانت ابواق الفتنة تشكك في الانتخابات واهميتها وتقلل من قيمتها وتحارب كل من يدعوا للتمسك بالخيار الديموقراطي وبالبناء الدستوري للمؤسسات، فكانت الانجازات افضل رد لاسكات اصوات النشاز التي تمرست في الفتن وتدبير المكائد،

انها الجزائر التي اصبحت فيها الحكومة ملتزمة بمتابعة تطورات الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمواطن وتجتمع بشكل دوري وبحركية لم تكن معهودة لدرجة ان القرارات السيادية والالتزامات الثابتة بسياسة اجتماعية رائدة وذات أبعاد اقتصادية اصبحت محل اهتمام وتثمين مؤسسات دولية ذات طابع اقتصادي على غرار صندوق النقد الدولي والبنك العالمي الذي خالف تقاريره وتوقعاته التي كانت سلبية قبل سنة،

كما تناول ايضا خبراء منتدى دافوس الاقتصادي في نسخته 53 تطورات الاقتصاد الجزائري بايجابية وباهتمام لافت وغير مسبوق في العقود الأخيرة، لتتوالى المكتسبات بوتيرة افقدت اعداء نجاح الجزائر سيطرتهم على قراراتهم التي ابانت على شبهات ارتباط اغلبها بقوى تنشط خارج الوطن ممن تضررت مصالحهم وهم بالأساس من الأعداء التاريخيين للجزائر،

وآخر ما ازعجهم هو كشف مخابئهم التي كدسوا فيها اموال الشعب الجزائري وبمبالغ كبيرة تبين حجم المؤامرات المحاكة ضد الجزائر، وفي سياق انكشاف مخطط تكديس الاموال وجب الحديث عن  اهم مؤسسة مالية في الجزائر التي يمكن اعتبارها محرك الكتلة النقدية في الاقتصاد الجزائري وهي مرتبطة مباشرة بمعيشة المواطن وبحياته اليومية، وفي ظل استرجاع الدولة للاموال المنهوبة، كان من المفترض ان مؤسسة بريد الجزائر ستنتعش اكثر وستكون فيها استجابة لتوجهات الدولة الرامية لدمج الاموال المكدسة في الدورة النقدية الرسمية، فلماذا كان خيار الاضراب سباقا عن اي آليات أخرى تخدم الاقتصاد الجزائري؟

أم ان المقصود من الاضراب هو اضفاء التعطيل لقطاع حيوي بما لا يلبي نشوة وفرحة شباب الجزائر في مجالات مختلفة سواءا كانت رياضية او اجتماعية واقتصادية، وآخرها نجاح الجزائر في ابرام اتفاقات استراتيجية مع ايطاليا؟ هذا من جهة،

ومن جهة اخرى الم يكن خطاب الرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون واضحا بمنحه آخر انذار لمن يكدسون الأموال في البيوت وفي الحاويات، فهل أزعجت هذه القرارت الرادعة الرامية لاسترجاع اموال الشعب الجزائري، خاصة أصحاب الملايير التي اتضح أنها مكدسة في المنازل بشكل مقصود وبما لا يخدم التنمية الاقتصادية؟

أم أن اختيار تاريخ الاضرابات غير مهم، وقد يكون عفويا وتزامنه مع منحة الشباب البطال الذي يعتز بوطنه وبما حققه من تحولات ايجابية لا يعبر بالضرورة عن رغبة الأعداء التاريخيين الذين يسعون إلى التعطيل والتشكيك في مكتسبات لم يسبق وان تحققت من قبل؟

كاتب جزائري

مشاركة المقالة